وصية الشهيد المجاهد: سعدي محمود سعدي حلس

الشهيد المجاهد: سعدي محمود سعدي حلس

موضوعات ذات صلةً

• وصية الشهيد المجاهد: علي محمد محمد أبو ركبة
• وصية الشهيد المجاهد: علاء الدين عصام شريف أبو الرب

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ صدق الله العظيم. [الأحزاب: 23]

وأنا أنتظر لقاء الله تعالى، أنتظر أن يجمعني الله مع إخواني الذين سبقوني إلى الجنان، أدعو الله أن أكون من هؤلاء الشهداء الذين اصطفاهم الله عز وجل في رحمته.

إخواني المجاهدين: أوصيكم بتقوى الله، أوصيكم بأن يكون عملكم خالصًا لوجه الله تعالى وأن يكون عملكم بعيدًا عن الرياء والمشاحنة مع الآخرين، نحن مفارقون هذه الدنيا.. دنيا الفناء إلى دنيا الخلود، أدعوكم لتوحيد صفوفكم وأن تحبوا الجميع، وأن تقاتلوا في خندق واحد، والابتعاد عن كل ما يغضب الله عز وجل، تمسكوا بالصلوات الخمس وخصوصًا صلاة الفجر، وقيام الليل؛ لأن الصلاة هي التي تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى، وأن تحافظوا على المساجد، وأن تكونوا من حفظة القرآن؛ لأنه ينير القبور.

إخواني المجاهدين: أتمنى أن يكون رحيلي قريبًا، وأن ألقى وجه الله تعالى، أوصيكم بمراعاة (أبي) و(أمي) بأن تزوروهما دائمًا، وتخففا عنهما؛ لأن (أبي) و(أمي) هما قُرة عيني، نحن مفارقون من دنيا الفناء إلى دنيا الخلود.

أبي الحبيب: سامحني يا (أبي)، سامحني ولا تحزن عليّ، سامحني لو قصرت في حقك يومًا ما، سامحني لو أخطأت معك يومًا، سامحني إن لم أسمع كلامك يومًا ما. هذا طريقنا وهذا مصيرنا مهما عاش الإنسان في هذه الدنيا ففي النهاية نغادر إلى دنيا غير هذه الدنيا. لا تحزن يا (أبي) أنموت على فراش الموت أو نموت في ساحة القتال بشرف وعزة وحبًا في الله؟ لا تبكي عليّ يا (والدي) الحنون ولا تحزن، أدعُ الله بأن يجمعني الله مع الأنبياء والصديقين، اهتم يا (أبي) بـ(أمي) ودير بالك عليها وعلى إخوتي وأخواتي. وأخيرًا أطلب منك يا (أبي) أن تراعي المجاهدين من إخواني وتلبي لهم ما يحتاجونه إن طلبوا شيئًا منك.

أمي الحنون: (أمي) الحبيبة، (أمي) الغالية لم أر يومًا (أمًا) حنونًا مثلك يا (أمي)، أنت من تعبت عليّ وكافحت وناضلت حتى أوصلتني إلى هذه المرحلة من الجهاد، وحب الشهادة والعمل من أجل الله سبحانه وتعالى، يا من علمتني المسامحة، يا من علمتني العطاء أن ما يكون ما لدي أن أعطيه للآخرين، علمتني احترام الكبير والعطف على الصغير.. أحبك يا (أمي) فلا تحزني عليّ يوم أن تسمعي خبري، بل ادعي الله أن يصبرك وأن يتغمدني الله في رحمته. وأطلب منك يا (أمي) عندما آتي لتودعوني أن تستقبلوني بالزغاريد وعدم البكاء وأن لا يلحقني أحد من النساء في الجنازة. وأخيرًا ربِّ إخواني على طاعة الله وحب المساجد.

زوجتي الحبيبة: أوصيك بتقوى الله، أوصيك بالصبر والاحتمال، سامحيني يا (زوجتي) الحبيبة، سامحيني؛ لأنني لم أخبرك بحقيقة عملي، ولكن عملي والله من أجل مرضاة الله سبحانه وتعالى. سامحيني ولا تبكي عليّ، بل اصبري واحتملي؛ لأن الله مع الصابرين إذا صبروا. سامحيني يا (زوجتي) الحبيبة أتمنى من الله أن يجمعني بك في الآخرة، سامحيني إن أكرمني الله بالشهادة قبل أن أرى ابني محمود فأطلب منك أن تحافظي عليه وتعلميه وتنشئيه تنشأة صالحة، وإن أراد الله أن يولد وأنا على قيد الحياة سأعلمه الجهاد من صغره.

وأخيرًا: أتمنى من الله عز وجل أن يكون عملي خالصًا من أجل الله سبحانه وتعالى، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

سعدي محمود حلس

تعليقات الفيسبوك