الإثنين 20 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عذراً سيّدي الأسير ...

    آخر تحديث: السبت، 12 يناير 2013 ، 00:00 ص

    عذراً سيّدي الأسير.. عذراً فقد  تجاوزنا المدى والله لكم هو النّصير.. عذراً فالدّنيا تشرّبنا متاعها حتى أنستنا واجبنا وقد أصبحنا عبيداً لها والله على استبدالنا قدير.. عذراً سيّدي الأسير.. فالقوم متصارع على ملهاة الدّنيا والقضيّة في طيّ النّسيان وللشراونة والعيساوي الله وحده البصير..
    عذراً سيّدي الأسير.. فطيور الجنّة أصبحت القضيّة!.. والمركزيّة!.. والصحوة الأبيّة!.. حتى الجماهير في غفلة ونومة هنيّة!.. ولطيور الجنّة حظاً أوفر في حشود وفيّة!.. والأسير للأسف هو الضّحيّة!.. عذراً سيّدي الأسير.. عذراً شراونة وعيساوي.. عذراً عزّ الدّين وقعدان وشعبان.. فشاحاك يستحقّ الحراك والتّعزية!.. وأنْت أيّها الأسير الحزين لا أحد يراك وقضيّتك عنْدهم أصبحت منْسيّة!.. عذراً سيّدي الأسير..
    فربما تقديم الواجب في شاحاك من الضّرورات والواجبات الأُمَمِيّة!.. ونسيانك من المبرّرات الأمنيّة؟!.. فمال بال القوم تخلّوا!.. وتنكّروا للجميل يا أيّها الزّمن الحقير!.. عذراً يا كلّ الأسرى فالحال في عهدنا مال.. والمال في الزّمان قال.. الثورة لها عنوان.. والمال يُجهض أكبر ثورة!.. والثورة وفاء.. وعطاء.. ولكن للأسف في هذا الزّمان أصبح الثائر للمال أجير؟!..
    عذراً سيّدي الأسير.. فقد عُدْنا.. وَعَوْدَتنا للتّسلية.. ولكن عُدْنا هناك.. وهناك جماهير غفيرة.. لساحة الطّيور الكلّ يطير.. وفي خيمة الأسرى الكلّ عنها يطير.. وتبقى وحدها شاهدة على الخذلان دموع الطّفل الصّغير.. ينظر طفل الأسير منْ بعيد فيرى الجَمْع يَسْمَرُونَ ويضحكون مع فرقة الطّيور.. فيبكي حُرقة وحسرة لأنّ القوم أضاعوا حقّ أباه الأسير.. عذراً سيّدي الصّغير.. هذه الدّنيا لمتاعها الكلّ يغير.. وللحقّ الذي يُمَثّله أباك لا أحد يغير.. إيه: واعجباه!.. ما هذه الدّنيا؟!.. أسيرٌ منْ أجل الحقّ يجوع!.. وببطءٍ يموت!.. وقلّة قليلة تُسانده.. وهذه القلّة مُمَثّلة بالمسكين الفقير!..
    أباه.. أمّه.. أخته.. زوجه.. ابنه.. ابنته.. والمسئول في مأزق!.. وربطة العنق هي المأزق!.. فأصبح أسيراً لها ولا وجود للأسير في حساباته!.. لأنّه أصبح عبداً للكرسيّ ويعيش نشوة المسئول الكبير!.. مسكينٌ هذا الكبير!.. وكأنّه لم يقرأ قول ربّه: }وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ {!.. ففلسطين في عُرف السّاسة أصبحت حدّوتة!.. تُتلى في صوامع الحيّ لتبقى حدّوتة!.. ولكن شتّان بين حدّوتته وحدّوتة المرأة العجوز!.. فالمرأة هي الحكاية.. وهي الرّواية.. فقد عاشت جُلّ الحكايات.. وذاقت أعظم الويلات.. لكنّها تنتعش بكلّ معاني الكرامة.. والمسئول الكبير في دفء الكرسيّ يعشق الحكايات النّوامة! فقد ضاعت من حياته الكرامة!.. لأنّه غابت عنه النّفس الّلوامة!.. فافرحي يا أيّتها العجوز المباركة.. فمجدكِ الماضي والحاضر هو كلّ الفخر وأغلى الكرامة..
    همْ تحرّكوا وجيّشوا الجماهير لساحات الذّات والحزبيّة!.. وغنّوا للأسير في قلوبهم في حالة من الهُلاميّة!.. للذّات والحزبيّة تجد ثورة ماليّة؟!.. وللأسير لا تجد سوى دموعاً كاذبة بين السّطور مخفيّة؟!.. فلا ملامة لهؤلاء لا ملامة!.. فقد أصبحوا عند القوم كالعبيد وكالنّعامة!.. وحتى النّعامة تُحاول أنْ تُخبّئ شيئاً ما حتى لا تُرى!.. لكن للأسف تبقى نعّامة!..
    فلم يبقى أحد من أهل العروبة إلاّ كتلك النّعامة!.. وحتى أُمراء القوم كذلك وأصحاب العَمَامة!.. يا شيخ القوم.. يا ساسة.. يا أمّة العرب.. ألمْ تسمعوا عن أسير يبكي ابنُه لفقدانه!.. وترقّ قلوبكم لتُعانق مشاعركم مشاعره!.. أمْ أنّ قلوبكم أصبحت كَسَوَاد الغَمَامة!.. فيا أيّتها النّفس الّلوامة.. أين أنتِ منْ هؤلاء السّاسة؟.. أمْ أنّهم خارج قوانين المَلامة؟!.. أين ضمائر هؤلاء من الأسير الجائع؟!.. أمْ أنّ التّخمة طَمَسَت على بصائرهم ومضَوا في نسيانهم فقد صُكّ لذنبهم بفتوى منْ مولانا الشيخ صاحب العَمَامة؟!.. 
    عذراً سيّدي الأسير عذراً.. فقد استبحنا القُبْحَا.. وأعرضنا عن الصُلْحَا.. عذراً.. فالقوم أصبحوا وَقْحاً وَقَحَا.. ولا مكان بيننا للصُلْحَا.. والصّلْح عند البعض يجب أنْ يمتلك الرّيادة!.. والرّيادة أصبحت مَغْنَماً وفي عُرف الصّالحين زيادة!.. لكنّ السّاسة يتغنّون بها وبأمجادها منْ عهد النّبيّ والصُحْبَا!..
    يا أيّها السّاسة.. أين المعتصم في عُرفكم؟.. أمْ أنّ المرحلة لا تتطلّب مُعتصما؟!.. ويبدو أنّ صرخة وامعتصماه التاريخيّة كانت في نظركم مُبالغٌ فيها وزيادة!.. وفي نظر الفقراء منْ امتلك سلطة دون مسؤوليّة حقيقيّة فهو في حقيقة الأمر لا يحقّ له أنْ يكون في موقع الرّيادة!..
    عذراً سيّدي الأسير.. هذا ما آلت إليه أوضاعنا!.. ولا تأمل إلاّ في الله الخالق، فهو النّصير وهو القدير وهو البصير!..

    (المصدر: سرايا القدس، 09/01/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد القائد محمد شعبان الدحدوح من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط مدينة غزة

20 مايو 2006

اغتيال المجاهدين عبد العزيز الحلو ومحمد أبو نعمة ومحمود عوض وماجد البطش من سرايا القدس بقصف صهيوني لسيارتهم شمال مدينة غزة

20 مايو 2007

استشهاد المجاهد إبراهيم الشخريت إثر انفجار عبوة ناسفة داخل منزله شرق مدينة رفح

20 مايو 2007

استشهاد المجاهد حامد ياسين بهلول أثناء تصديه للاجتياح الصهيونى لحى البرازيل فى رفح

20 مايو 2004

الاستشهادي المجاهد محمد عوض حمدية من سرايا القدس ينفذ عملية استشهادية في مدينة العفولة المحتلة

20 مايو 2002

الموساد الصهيوني يغتال جهاد جبريل، نجل الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة، بتفجير سيارته في بيروت

20 مايو 2002

استشهاد 7 عمال فلسطينيين من قطاع غزة، على يد مستوطن صهيوني مسلح في قرية عيون قارة قرب تل الربيع المحتلة

20 مايو 1990

إطلاق سراح 1150 أسير فلسطيني وعربي من السجون الصهيونية مقابل الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة كانوا محتجزين لدى الجبهة الشعبية "القيادة العامة" في أكبر عملية تبادل للأسرى بين الاحتلال والثورة الفلسطينية

20 مايو 1985

افتتاح سجن نفحة في قلب صحراء النقب

20 مايو 1985

احتلال قرى الغزاوية قضاء بيسان، والسافرية قضاء يافا، وصرفند العمارقضاء الرملة

20 مايو 1948

مجلس الأمن يقرر وقف إطلاق النار في فلسطين وتعيين الكونت فولك برنادوت وسيطًا

20 مايو 1948

إنتهاء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بعد فشله في احتلال مدينة عكا الفلسطينية

20 مايو 1799

الأرشيف
القائمة البريدية